الخميس، 31 ديسمبر 2020

الابن العاق وامه

 

الابن العاق وامه

 

تقول سيدة :
إبنى العاق لم يسقنى يوما شربة ماء وزوجته
كانت تحثه على عقوقى ...
كانت تعاملنى كجفاف إبنى وأكثر ...
- بقي قلبى راض عنه رغم كل الأذى الذى شاهدته
فى سكنى عنده
أدع له بالرضا والهداية ، ما سئمت من أمل يراودنى
بأن إبنى سيقبل يدى يوماً ما ...
إشتقت أن أضمه إلى صدرى ، إشتقت لصوته الصغير
يناديني أمى
إشتقت أن أمسح دموعه التى لا تسيل بإسم الرجولة ..
أشعر بإبني المتضايق دون كلامه ، فكانت الديون تتكاثر عليه ، وإبنه المريض يزداد مرضه وزوجته السيئة لم تعينه يوما على دينه ولا على دنياه وإنما كانت سبب في فساد إبنى ..
جاءني في ليلة متأخر إلى بيته وأنا أسكن بغرفة فى
آخر المنزل باردة ونافذتها مكسورة
فتح الباب علي وجدني أضع سجادة الصلاة لأصلي قيام الليل ..
نظر إلى ولم يخبرنى شيء ، بقى محدق بى ، قلت له
بصوت أتعبه الشوق : إشتقت إليك يا بنى
لم يرد على وأغلق الباب وخرج مسرعا إلى غرفته ..
وددت لو أتبعه ليلقى رأسه فى حضن أمه ويخبرها
بحمول قلبه لكننى لم أستطع ...
وتذكرت أننى أقف الآن بين يدى الرحمن الرحيم
فبكيت بكاء شديداً لم أبكي مثله من قبل
بدأت بالشكوى لله وأدع لإبني بالهداية والصلاح
وأخبر الله بأنى راضية عنه حق الرضا ..
جلست بعد صلاتي وأستغفرت إلى طلوع الشمس
لقد إستغفرت لمدة اكثر من 3 ساعات متواصلة
لم أشعر بتعب ولم أشعر بالوقت ..
وإنما شعرت براحة تنتشر في عروقى بحياة تحيا
بقلبى شعرت بمعنى الطمأنينة الحقيقية ..
وبعد دقائق سمعت أصوات إبنى وزوجته تتعالى
وصوت كالقنبلة يصلني وإبنى يقول لزوجته :
منذ أن عرفتك لم أتعرف على التوفيق فى حياتى
فأنت طالق طالق طالق ..
خرجت مسرعه أمنع زوجة إبنى أن تغادر بيتها فلديها
طفل مريض
نظر لى إبنى قائلا : لن أسامح من جعلتنى بيوم أعق
والدتي دعيها يا أمى فإبنى بحماية الله وليس بحماية
أم لا تعرف معنى الأمومة الصالحة ولا الزوجة الصالحة ..
غادرت زوجة إبنى بيتها
- وقف إبنى أمامى والدموع تملأ عينه فتحت له ذراعى لأحضنه بقلبى قبل جسدي
ولكنه أستقر عند قدماى يقبلهما ويبكى بصوت مرتفع : سامحينى يا أمى ، سامحينى يا أمى ..
ضمتته ومسحت على رأسه بيدى وأخبرته إننى لم
أغضب عليه يوما لآسامحه ..
- بدأت حياة إبنى تتغير شيئا فشيئا
أول ما وجده وظيفة بمعاش مرتفع ساعده على سداد
ديونه
أصبح إبنى ملازم للمسجد
وبدأت صحة حفيدى تعود إليه ..
وأفرح قلبى بأنه يريد أن يتزوج إبنة إمام المسجد
الذي يذهب اليه
وخطبت له ابنة الإمام وكانت نعم الزوجة الصالحة
التي تعين زوجها
والحمد لله إبنى الأن من أسعد الناس ..
الخلاصة :
لم تتأخر أمانينا لكنها تنتظر أن نطلبها من الله بطريقة
تليق به سبحانه
إشكوا لله ، إبكوا لله ، إنثروا أحزانكم فى سجدة
إستغفروا بقلب خاشع ..

حينها تأتي أمانينا مغلفة برحمة الله ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق